للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من أراد الزواج منهم .. ولما اختتن الملك وابنه ورجال شعبه .. وأثناء فترة آلام الختان هجم بنو يعقوب وغدروا بالملك رغم العهود والمواثيق .. وقتلوا كل ذكر .. ثم نهبوا حميرهم وبقرهم وغنمهم وجميع ثروتهم وكل أطفالهم ونسائهم وكل ما في بيوتهم (١).

إذا كان هذا ما ينسبونه لأعظم أنبياء بني إسرائيل .. والذين إليهم ينسب كل اليهود .. إذا كان الغدر هو مبدؤهم -كما يقول كاتب التوراة- فكيف بالرعاع والحاقدين من بني قريظة .. ما هو حجم الكارثة التي سيرتكبها اليهود في المدينة .. لا أحد يعلم إلا الله .. ولا شئ يردع تهور اليهود ودسائسهم سوى السيف .. وها هو السيف يبطش بهم في سوق المدينة .. وها هى المرأة الخائنة تقتل في سوق المدينة .. ويقتل رجال بني قريظة ومحاربوها .. وقد كان هناك حدٌ للمحارب يعرف به ويميز .. يذكره لنا أحد الذين نجوا من ذلك الحكم لأنه لم يبلغ ذلك الحد .. إنه فتى صغير يدعى عطية القرظي وقد أسلم فيما بعد وأصبح من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنهم .. يقول رضي الله عنه: (كنت في سبي بني قريظة فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن أنبت أن يقتل، فكنت فيمن لم ينبت فتركت) (٢).

وهكذا أهال الإِسلام التراب على جسد الخيانة القرظية المتعفن .. وأراح العالم منه .. وبقي من بني قريظة من اختار الحياة والإِسلام والهواء النقى من كل خبث ودسيسة .. فعاشوا أحرارًا بالإِسلام .. إلا من أبى ..

رأى المنافقون السيوف تجتث رقاب أصدقائهم اليهود .. الذين طالما


(١) انظر تفاصيل القصة في (التوراة -التكوين- ٣٤).
(٢) سنده صحيح رواه ابن إسحاق والبيهقيُّ (٤/ ٢٥) من طريق: شعبة بن الحجاج، عن عبد الملك بن عمير عن عطية: وشعبة يلقب بأمير المؤمنين في الحديث (التقريب- ١/ ٣٥١) وشيخه تابعى وثقة فقيه التقريب (١/ ٥٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>