للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن كنت قد وضعت الحرب فيما بيننا وبينهم، فافجرها واجعل موتتى فيها.

ففجر من ليلته فلم يرعهم (١) .. ومعهم في المسجد أهل خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم.

فقالوا: يا أهل الخيمة .. ما هذا الدم الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد جرحه يغذو (٢) دمًا) (٣) ولما (ثقل حولوه عند امرأة يقال لها "رفيدة"، وكانت تداوي الجرحى، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا مر به يقول: كيف أمسيت؟

وإذا أصبح قال: كيف أصبحت؟ فيخبره.

حتى كانت الليلة التي نقله قومه فيها، فثقل، فاحتملوه، إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما كان يسأل عنه، وقالوا: قد انطلقوا به.

فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وخرجنا معه، فأسرع المشى حتى تقطعت شسوع (٤) نعالنا، وسقطت أرديتنا عن أعناقنا، فشكا ذلك إليه أصحابه:

يا رسول الله .. أتعبتنا في المشي.

فقال - صلى الله عليه وسلم -: إني أخاف أن تسبقنا الملائكة إليه فتغسله كما غسلت حنظلة. فانتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى البيت وهو يغسل، وأمه تبكيه وهى تقول:


(١) يفزعهم.
(٢) يسيل بشكل متواصل.
(٣) حديث صحيح رواه البخاري (٤١٢٢) وتابع شيخه ابن سعد (٣/ ٨٤٩) واللفظ له.
(٤) سيور النعال التى تمسك النعال بالأصابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>