للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطر من عند الله والنجوم من عند الله .. ومتى ما اعتقد المسلم أن نجمًا ينزل المطر أو يمنعه فقد اعتقد شركًا ..

حفر الصحابة تلك الكلمات في صدورهم .. وأشرقت الشمس منتعشة بالتوحيد والمطر .. وأقبل راكب من بعيد .. إنه معروف لدى الصحابة ولدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فهو الفارس الذي بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- ليرصد تحركات مكة ويقدم تقريرًا مفصلًا عن قريش وموقفها من عمرة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

[قريش تتحرك لمواجهة النبي (صلى الله عليه وسلم)]

ترجل الفارس عن مطيته .. وسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه .. فردوا عليه السلام وكان ذلك في مكان يقال له: غدير الأشطاط قريب من عسفان نحو مكة فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- (بعث عينًا له من خزاعة وسار النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا كان بغدير الأشطاط أتاه عينه) (١) الذي أرسله .. وهو بشر بن سفيان ولما (لقيه بشر بن سفيان الكعبي فقال: يا رسول الله هذه قريش قد سمعت بمسيرك، فخرجت معها العوذ المطافيل (٢)، قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبدًا وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدموا إلى كراع الغميم) (٣) (إن قريشًا قد جمعوا لك جموعًا وقد جمعوا لك الأحابيش، وهم مقاتلوك، وصادوك عن البيت ومانعوك) (٤) (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب، ماذا


(١) حديث صحيح رواه البخاري (٤١٧٩).
(٢) الأطفال والنساء.
(٣) حديثٌ حسنٌ رواه ابن إسحاق ومن طريقه أحمد (٤/ ٣٢٣) والبيهقيُّ (٤/ ١٠٠) والطبرانيُّ (٢٠/ ١٥) حدثني الزهري عن عروة عن المسور ومروان وسند ابن إسحاق هو سند البخاري.
(٤) حديث صحيح رواه البخاري (٤١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>