للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خزاعة فقال لهم كقوله لبشير بن سفيان) (١) فقد (جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة، وكانوا عيبة (٢) نصح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل تهامة فقال:

إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه (٣) الحديبية ومعهم العوذ المطافل (٤)، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"إنا لم نجئ لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشًا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم، فإن شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبن الناس فإن أظهر فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا (٥)، وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي (٦) ولينفذن الله أمره.

فقال بديل: سأبلغهم ما تقول.

فانطلق حتى أتى قريشًا، قال: إنا قد جئناكم من هذا الرجل وسمعناه يقول قولًا، فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا.

فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه شيء وقال ذوو الرأي منهم: هات ما سمعته يقول.


(١) حديث أحمد وهو حسن وقد مر معنا (٤/ ٣٢٣).
(٢) أي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يثق بهم وهم أهل ثقة ونصح له.
(٣) العد هو الماء الذي لا ينقطع.
(٤) أي معهم الإبل ذوات اللبن والأمهات بأطفالهن.
(٥) جعلت بيني وبينهم مدة من الزمن لا حرب فيها.
(٦) أي حتى أقتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>