للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: (يا معشر قريش إنكم تعجلون على محمد، إن محمدًا لم يأت لقتال إنما جاء زائرًا لهذا البيت معظمًا لحقه) (١) سمعته يقول: كذا وكذا .. لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يبعث رجلًا مسلمًا له مكانته ويستطيع بيان رسالته.

(فدعا - صلى الله عليه وسلم - عمر ليبعثه إلى مكة، فقال: يا رسول الله .. إني أخاف قريشًا على نفسي، وليس بها من بني عدي أحد يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إياها، وغلظتي عليها، ولكن أدلك على رجل هو أعز مني: عثمان بن عفان، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبعثه إلى قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب، وأنه جاء زائرًا لهذا البيت، معظمًا لحرمته، فخرج عثمان بن عفان حتى أتى مكة، ولقيه أبان بن سعيد بن العاص، فنزل عن دابته، وحمله بين يديه، وردف خلفه، وأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش، فبلغهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أرسله به.

فقالوا لعثمان: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به.

فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن عثمان قد قتل) (٢).

[قتل عثمان واستعد عمر]

إشاعة حولت الحديبية إلى ساحة للموت والفداء .. فكان عمر بن الخطاب أول الناس استعدادًا للموت .. ها هو يلبس لباس الحرب ..


(١) ما بين الأقواس الصغيرة عند أحمد وهو الحديث السابق وهو حسن.
(٢) حديثٌ حسنٌ وهو جزء من حديث أحمد وهو حسن وقد مر معنا (٤/ ٣٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>