للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل اكتفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببيعته الثانية .. يبدو أن الأمر غير ذلك .. فقد ميز النبي - صلى الله عليه وسلم - صاحبه سلمة بن الأكوع ببيعة لم تكن لأحد غيره .. وللنبي - صلى الله عليه وسلم - أسلوبه الرائع في تكريم أصحابه وتفجير طاقاقم .. وإبراز نقاط القوة في كل فرد منهم فـ:

[ما هي بيعة سلمة المميزة]

يقول سلمة رضي الله عنه:

(قدمنا الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن أربع عشرة مائة، وعليها خمسون شاة لا ترويها، فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جبا الركية (١)، فإما دعا وإما بصق فيها، فجاشت (٢)، فسقينا، واستقينا، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعانا للبيعة في أصل الشجرة، فبايعته أول الناس.

ثم بايع وبايع، حتى إذا كان في وسط الناس، قال: بايع يا سلمة.

قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس.

قال: وأيضًا.

ورآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -عزلًا "يعني ليس معه سلاح"، فأعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجفة أو درقة (٣)، ثم بايع، حتى إذا كان في آخر الناس قال: ألا تبايعني يا سلمة؟ قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس وفي أوسط الناس. قال: أيضًا. فبايعته الثالثة.

ثم قال لي: يا سلمة: أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك؟


(١) حافة البئر.
(٢) فارت وفاضت وامتلأت.
(٣) ترس من جلد.

<<  <  ج: ص:  >  >>