للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

برحمة الله وفضله حيث جعل له بعد الضيق فرجًا وفرحًا .. كفرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعودة عثمان الذي عاد دون أن يمس بأذى ..

عاد عثمان لكن قريشًا لم تعد .. بل انحدرت معها ثقيف من الطائف .. يقودهم عروة بن مسعود الثقفى عم المغيرة بن شعبة رضي الله عنه .. وقد شارك عروة قريشًا بكل ما يملك .. جاء بأهله وولده وبعض أهل عكاظ .. ثم قال لقريش: (إني استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا (١) علي، جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني) (٢).

لم تأت عكاظ فقط لنصرة قريش .. ها هم حلفاء آخرون لقريش يسمون (الأَحابيش) يسيرون مع قريش لحصار النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه تحت قيادة رجل اسمه: (الحليس بن علقمة الكناني وهو يومئذ سيد الأحابيش) (٣) وهو رجل عاقل وحكيم يحترم الهدي ومن يسوقه إلى بيت الله العتيق ..

وكان وجود أمثال الحليس سببًا في عدم هجوم قريش وبدئها لحرب جديدة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - .. كانت قريش أكثر تعقلًا هذه المرة لوجود أمثال الحليس .. فقد (قام عروة بن مسعود فقال: أي قوم .. ألست بالولد؟ وألستِ بالوالدِ؟

قالوا: بلى. قال: فهل تتهموني؟ قالوا: لا.

قال: ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا (٤) علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أعطاني؟ قالوا: بلى.


(١) رفضوا وأبوا.
(٢) سيأتي تخريجه.
(٣) هو جزء من حديث ابن إسحاق الطويل الصحيح.
(٤) أبوا ورفضوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>