للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدهشة إلى قريش فحدثهم عن إجلال لم يحض به أعظم ملكين على وجه الأرض .. كسرى وقيصر .. ها هو عروة يرمق أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، (فقام من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد رأى ما يصنع به أصحابه لا يتوضأ وضوءًا إلا ابتدروه "كادوا يقتتلون على وضوئه" ولا يبسق بساقًا إلا ابتدروه "إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده" ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه "وإذا أمرهم ابتدروا أمره" "وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحدون إليه النظر تعظيمًا له" فرجع إلى قريش، فقال: يا معشر قريش إني جئت كسرى في ملكه، وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما، والله ما رأيت ملكًا قط مثل محمد في أصحابه.

"والله إن يتنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحدون إليه النظر تعظيمًا له، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها".

ولقده رأيت قومًا لا يسلمونه لشيء أبدًا فروا رأيكم) (١).

(فقال رجل من بني كنانة "الحليس بن علقمة الكناني وهو يومئذٍ سيد الأحابش": دعوني آته.

فقالوا: ائته، فلما أشرف على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا فلان، وهو من قوم يعظمون البدن (٢)، فابعثوها له "ابعثوا الهدي في وجهه".

فبعثت له، واستقبله الناس يلبون، فلما رأى ذلك "الهدي يسيل


(١) حديث صحيح رواه أحمد (٤/ ٣٢٤) والبخاريُّ (٢٧٣١) والزوائد لفظ البخاري.
(٢) ما يذبح لله في العمرة أو الحج من الإبل أو البقر.

<<  <  ج: ص:  >  >>