للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال ناس: صدقوا يا رسول الله، ردهم إليهم. فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا.

وأبى أن يردهم، وقال: هم عتقاء الله عَزَّ وجَلَّ) (١) وهم أحرار بين أخوتهم المهاجرين والأنصار .. ينعمون برحمة الإيمان وأفياء المساواة والتآخي في الله ..

أما سهيل بن عمرو فقد وصل إلى معسكر المؤمنين (فلما انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تكلما وأطالا الكلام، وتراجعا، حتى جرى بينها الصلح، فلما التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب) (٢) .. تحدث سهيل بن عمرو فقال:

(هات اكتب بيننا وبينكم كتابًا، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الكاتب) (٣) وكان (كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب رضي الله عنه) (٤) (فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم.

فقال سهيل: أما الرحمن فوالله ما أدري ما هي، ولكن اكتب باسمك اللَّهم. كما كنت تكتب.


(١) حديث صحيح دون قوله: هم ... رواه أبو داود (٢٧٠٠) وله طريق أخرى عند أحمد (١/ ١٥٥) حيث توبع ابن إسحاق وشيخه .. فالتقى الطريقان عند منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن علي رضي الله عنه: ومنصور ثقة لا يدلس وشيخه مخضرم ثقة عابد.
(٢) حديث أحمد الطويل الصحيح.
(٣) حديث صحيح رواه البخاري (٢٧٣١).
(٤) سنده حسن رواه أحمد (٢/ ٥٩٠) حدثنا عبد الرزاق حدثنا عكرمة بن عمار أخبرنا أبو زميل أنه سمع ابن عباس يقول ... وهذا السند حسن من أجل عكرمة بن عمار وهو حسن الحديث إذا لم يخالف وهو من رجال مسلم - التقريب (٢/ ٣٠) وشيخه لا بأس به (التقريب-١/ ٣٣٢) والحديث عند أحمد في فضائل الصحابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>