للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووالده سهيل يشاهده .. ومداد المعاهدة لم يجف بعد .. والشروط لم تنته حتى الآن .. لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد وافق على ما مضى .. وصل أبو جندل بعد أن قال والده سهيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (وعلى أن لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا.

قال المسلمون: سبحان الله، كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلمًا؟ فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى نفسه بين أظهر المسلمين.

فقال سهيل: هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن ترده إليّ.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنا لم نقض الكتاب بعد، قال: فوالله إذًا لم أصالحك على شيء أبدًا.

"فلما رأى سهيل أبا جندل، قام إليه فضرب وجهه، ثم قال: يا محمد، قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا قال: صدقت.

فقام إليه فأخذ بتلبيبه (١)، وصرخ أبو جندل بأعلى صوته: يا معاشر المسلمين، أتردونني إلى أهل الشرك، فيفتنونني في ديني. فزاد الناس شرًا إلى ما بهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا أبا جندل، اصبر واحتسب، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، إنا عقدنا بيننا وبين القوم صلحًا، فأعطيناهم على ذلك، وأعطونا عليه، وإنا لن نغدر بهم".

قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢) -: فأجزه لي (٣).


(١) أي بثوبه من جهة الصدر.
(٢) قال لسهيل بن عمرو.
(٣) أي اتركه لي.

<<  <  ج: ص:  >  >>