للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واسمها: أم كلثوم .. تخطط للهرب من مستنقع الشرك وأسلاكه الشائكة .. فتنجح .. وعندما تصل هي وغيرها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يطالب أهلها بإرجاعها حسب نصوص المعاهدة لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفض إرجاع النساء المهاجرات.

ليس لأنه نقض عهده مع قريش .. إنه أكبر من ذلك .. لقد رد حذيفة ووالده يوم بدر .. ورد أبا جندل قبل قليل .. فلماذا لا يرد أم كلثوم ورفيقاتها من المؤمنات الهاربات من غابة الأصنام .. ؟

والإجابة هي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وجد للمؤمنات ثغرة خلال النصوص .. ثغرة تتيح للمؤمنات التسلل من خلالها والهرب. فقد كان سهيل كغيره من المشركين لا يأبهون لشأن المرأة إلا حين تنتصب في أذهانهم رموز الغريزة .. ولذلك قال سهيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (وعلى أن لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا) (١) وهذا النص - الشرط ينصب على الرجال فقط .. فالنساء لا يدخلن تحت طائلته .. فكان الفرج لأم كلثوم (لما كاتب سهيل بن عمرو يومئذ كان فيما اشترط سهيل بن عمرو على النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه لا يأتيك منا أَحد "رجل" وإن كان على دينك إلا رددته إلينا وخليت بيننا وبينه، فكره المؤمنون ذلك وامتعضوا منه، وأبى سهيل إلا ذلك، فكاتبه النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، فرد يومئذٍ أبا جندل إلى أبيه سهيل بن عمرو، ولم يأته أحد من الرجال إلا رده في تلك المدة وإن كان مسلمًا، وجاءت المؤمنات مهاجرات، وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممّن خرج إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ وهي عاتق، فجاء أهلها يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرجعها إليهم .. فلم يرجعها إليهم لما أنزل الله فيهن:


(١) حديث صحيح رواه البخاري (٢٧٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>