للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال رجل: يا رسول الله .. أفتح هو؟

قال - صلى الله عليه وسلم -: نعم "والذي نفسي بيده إنه لفتح") (١).

ارتفعت المعنويات .. ونشط الجميع فالنصر في الطريق .. وليس النصر وحده في الطريق .. هناك أشياء وأشياء .. هناك الهبات والمعجزات والدهشة التي لا تنقضى .. سار الجميع نحو المدينة الحبيبة وكلهم شوق وعطش .. وفي الطريق نفد الماء .. ولم يبق أحد معه ماء سوى النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي احتفظ به بإناءٍ جلدي صغير يسمونه "الركوة" .. حمل الصحابة عطشهم وشكواهم إلي الله ثم رسوله .. فـ:

[تحولت الركوة إلى نهر عذب]

شرب منها الجميع وتوضأوا وتنظفوا .. يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (عطش الناس يوم الحديبية، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين يديه ركوة فتوضأ منها، ثم أقبل الناس نحوه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما لكم؟ قالوا: يا رسول الله .. ليس عندنا ما نتوضأ به، ولا نشرب، إلا ما في ركوتك، فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده في الركوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون، "فأدخل يده فيه وفرج أصابعه، ثم قال: [خذوا بسم الله] حي


(١) حكم الإمام الألباني حفظه الله بضعف هذا الحديث في ضعيف أبى داود (٢٦٨) وهو عند التدقيق أقوى من حديث أحمد السابق الذي صححه حفظه الله .. أو قل مثله وذلك لعدة أسباب .. منها: أن علة سند هذا الحديث هو التابعى يعقوب بن مجمعٍ .. وقد قال الذهبي في المستدرك بعد تصحيح الحاكم (٢/ ١٣١): لم يرو مسلم لمجمع شيئًا ولا لأبيه -يعني يعقوب- وهما ثقتان. وإذا تجاوزنا هذا لأن الذهبي متأخر فالرجل تابعى روى عنه أربعة اثنان منهم ثقات وهما: ابنه مجمع وسفيان الثورى وضعيفان ووثقه ابن حبان .. لكن كل ذلك لا يكفي إلا أن للحديث شاهدًا قويًا وهو ما قبله وهو به حسن عدا ما بين الأقواس الصغيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>