للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد كرر بث الحماس في أصحابه كما فعل في غزوة أحد فقال: من يأخذ الراية بحقها؟

"أخذ رسول الله الراية فهزها ثم قال: من يأخذها بحقها؟

فجاء الزبير فقال: أنا

فقال: أمط ثم قام رجل آخر فقال: أنا فقال: أمط ثم قام آخر .. فقال: أنا فقال: أمط فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي أكرم محمد لأعطينها رجلًا لا يفر بها" (١).

صرح النبي - صلى الله عليه وسلم - بفارس هذا اليوم ونطق باسمه .. كان اسمًا غير مطروح ولا متوقع .. نظرًا لظروف هذا الفارس والحالة التي يمر بها .. فهو لم يشارك في أي سرية من السرايا .. وما أخرجه من المدينة سوى الشوق لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وإلا فهو في حالة عذر عن القيام بأعباء الجهاد .. بل إنه عاجز تمامًا عن الجهاد .. رغم ذلك كله:

النبي (صلى الله عليه وسلم) ينادي عليًا

غدا الصحابة "على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلهم يرجو أن يعطاها فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يشتكي عينيه يا رسول الله .. فأرسلوا إليه فأتوني به" (٢).


(١) سنده صحيح رواه ابن حنبل في فضائل الصحابة ٢ - ٦١٧ وغيره من طريق إسرائيل عن عبد الله بن عصمة قال سمعت أبا سعيد الخدري. وعبد الله بن عصمة أبو علوان تابعى صدوق قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٥ - ١٢٦ سألت أبا زرعة عن عبد الله بن عصمة أبى علوان فقال كوفي ليس به بأس.
(٢) صحيح البخاري ٣ - ١٣٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>