للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحكم قال: "أصبنا يوم خيبر غنمًا فانتهبها الناس فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدورهم تغلي فقال ما هذا .. فقالوا نهبة يا رسول الله قال اكفؤوها فإن النهبة لا تحل فكفؤوا ما بقي" (١) لأنها ليست لهم ولا يبرر الجوع أموال الغير .. ترى لو كان هؤلاء القوم من غير المسلمين .. هل يمكن السيطرة عليهم ..

كان اليهود غير بعيدين عن تلك المشاهد .. فتحركت النخوة داخل نفوسهم .. كان كرمًا .. لكنه:

[كرم بنكهة يهودية]

تحركت عواطفهم .. ورشَّحوا لإثبات تلك العواطف امرأة قامت بشوي شاة ثم قدمتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - .. الغريب في الأمر والمحير كذلك هو حرص المرأة على أن تلك الشاة هي مجرد هدية .. لا صدقة .. حتى تتأكد من عدم رفض النبي - صلى الله عليه وسلم - لها .. لأن الله قد حرم عليه الصدقة .. يقول كعب ابن مالك رضي الله عنه:

"إن امرأة يهودية أهدت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة مصلية بخيبر فقال لها ما هذه؟ قالت هدية وحذرت أن تقول من الصدقة، فأكل وأكل أصحابه ثم قال لهم أمسكوا" (٢) أما لماذا أمرهم بالتوقف عن الأكل .. فتلك معجزة إلهية .. فبعد أن "أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها وأكل القوم فقال ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة" (٣) خيانتان لليهود في اليوم


(١) سنده قوي رواه عبد الرزاق ١٠ - ٢٠٥ وغيره من طريق سماك بن حرب عن ثعلبة بن الحكم قال: وسماك تابعي صدوق من رجال مسلم انظر التقريب ١ - ٣٣٣.
(٢) المعجم الكبير ٧٠/ ١٩ - ١٣٧ ومعمر بن راشد في الجامع ١١ - ٢٨ طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه والزهري تابعي ثقة وإمام معروف.
(٣) سنده صحيح رواه أبو داود ٤ - ١٧٣ الدارمي ١ - ٤٦ وغيرهما من طريق يونس وشعيب =

<<  <  ج: ص:  >  >>