للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي عليه السلام على قول الحقيقة أو الموت والسلب .. كانت الفرصة أمامه لينجو بنفسه لكن الخيانة داخله كانت أكبر من أن يخفيها .. كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فأطلعه الوحي على ذلك فقتله - صلى الله عليه وسلم - .. هذه الفتاة تشعر بحزن شديد وذل أشد فهي الآن سبية وهبها النبي عليه السلام لصاحبه دحية الكلبي .. وهي تشعر ببغض شديد لهذا النبي .. فهو لم يقتل زوجها فقط .. بل إنها تقول لمن يسمعها:

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبغض الناس إلي، قتل زوجي وأبي" (١) هذه الفتاة هى تلك الطفلة المدللة التي كانت تحدثنا عن وصول النبي عليه السلام إلى المدينة .. وكيف خسرت ذلك الدلال من أبيها وعمها في ذلك اليوم .. عندما شاهدا النبي - صلى الله عليه وسلم - .. فعادا كسلانين ثقيلين من الهم على ضياع النبوة من بني إسرائيل .. وانتقالها إلى بني إسماعيل .. وها هي اليوم تحصد أحقاد والدها وعمها وزوجها وخياناتهم المتكررة .. فقد "جاء دحية فقال يا نبي الله أعطني جارية من السبي، قال اذهب فخذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي فجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا نبي الله أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير! لا تصلح إلا لك قال ادعوه بها فجاء بها فلما نظر إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - قال خذ جارية من السبى غيرها (٢) أراد- صلى الله عليه وسلم - مصاهرة اليهود في آخر محاولة لاستمالتهم إلى الإِسلام .. لكن يبدو أن دحية يشعر بأنها ليست كأي فتاة من السبى .. فقد جمعت المجد من


(١) سنده صحيح رواه الطبراني في المعجم الكبير (٢٤ - ٦٧) والبيهقيُّ (٩ - ١٣٧) وابن حبان (١١ - ٦٠٧) من طريق أبي الزرقاء وابن غياث وعفان قالوا حدثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال وهذا سند صحيح مر معنا في أول هذا الجزء ..
(٢) حديث صحيح رواه البخاري (١ - ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>