للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأرض العرب مهاجره إلى أرض بين حرتين بينهما نخل .. به علامات لا تخفى: يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل. ثم مات وغيب ومكثت .. بعمورية ما شاء الله أن أمكث .. ثم مر بي نفر من كلب تجار فقلت لهم احملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه .. قالوا: نعم فأعطيتهموها وحملوني معهم .. حتى إذا بلغوا وادي القرى ظلموني فباعوني من رجل يهودي، فكنت عنده عبدًا، ورأيت النخل فرجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق في نفسي فبينا أنا عنده إذ قدم عليه ابن عم له من بني قريظة من المدينة فابتاعني منه فاحتملني إلى المدينة" (١) حيث النخل هناك أيضًا .. فالنخل في جزيرة العرب .. والنخل في التوراة .. تبشر اليهود بالنبي .. وها هو النبي .. وها هي النخيل .. وتحت كل نخلة في جزيرة العرب تجد يهوديًا .. كان ذلك في الماضي قبل أن يعرف اليهود أن هذا النبي من سلالة إسماعيل لا من سلالة إسحاق .. أما اليوم فتحت كل نخلة خيانة .. ووادي القرى ممتلئ باليهود .. توقف فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - .. ولم يجد مقاومة تذكر .. إلا سهمًا طائشًا أصاب خادمه مدعم .. فكان موت مدعم درسًا لهذا الجيش المؤمن .. رغم أنه سهم طائش لا يعرف من أرسله .. يقول أبو هريرة رضي الله عنه: "افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبًا ولا فضة إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط ثم انصرفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وادي القرى ومعه عبد له يقال له مدعم أهداه له أحد بني الضباب .. فبينما هو يحط رحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد .. فقال الناس: هنيئًا له الشهادة .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بل والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل:


(١) السيرة النبوية ٢ - ٤٤ بسند صحيح وقد مر تخريجه عند الحديث عن إسلام سلمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>