للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عنه: "فسرنا حتى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد فقال هذا جبل يحبنا ونحبه" (١).

لكن القلوب والمطايا تحركت عندما أشرقت بيوتات المدينة كالعاشقات .. في تلك اللحظات أسرع كل شيء نحوها وأسرع أنس وقال: "فلما دنوا من المدينة دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودفعنا" (٢) "فانطلقنا حتى إذا رأينا جدر المدينة هششنا إليها فرفعنا مطينا ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيته قال وصفية خلفه وقد أردفها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" (٣) لكن يبدو أن بعض القلوب المؤمنة لم تكن مشتاقة جدًا لمقدم صفية خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. أقصد قلوب حبيباته أمهات المؤمنين المشتاقات إلى كل شيء تحمله الناقة إلا إلى هذه الجميلة التي تزاحمهن على بعيره وقلبه .. لكن شيئًا حدث لصفية شفى بعض غليلهن وغليل خدمهن فـ:

[ما الذي حدث لصفية على أبواب المدينة]

يقول أنس رضي الله عنه: "أقبلنا من خيبر أنا وأبو طلحة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصفية رديفته قال: فعثرت ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[العضباء وندر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وندرت .. فقام فسترها وقد أشرفت النساء فقلن: أبعد الله اليهودية قلت: يا أبا حمزة أوقع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: إي والله لقد وقع] .. فصرع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصرعت صفية .. فاقتحم أبو طلحة فقال: يا رسول الله جعلني الله فداك أضررت. قال: لا عليك المرأة [إنها أمكم] .. فألقى أبو طلحة على وجهه الثوب فانطلق إليها فمد ثوبها عليها ثم أصلح لها


(١) حديث صحيح رواه البخاري ٣ - ١٠٥٩.
(٢) حديث صحيح رواه مسلم ٢ - ١٠٤٥.
(٣) حديث صحيح رواه مسلم ٢ - ١٠٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>