للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشير من سرية بعثها .. فأخبره بنصر الله الذي نصر سريته وبفتح الله الذي فتح لهم .. قال: يا رسول الله .. بينما نحن بطلب العدو وقد هزمهم الله إذ لحقت رجلًا بالسيف فلما أحس أن السيف قد واقعه التفت وهو يسعى .. فقال: إني مسلم إني مسلم .. فقتلته .. وإنما كان يا نبي الله متعوذًا. قال: فهلَّا شققت عن قلبه فنظرت صادق هو أو كاذب. قال: لو شققت عن قلبه ما كان يعلمني القلب هل قلبه إلا مضغة من لحم؟ قال: فأنت قتلته، لا ما في قلبه علمت، ولا لسانه صدقت. قال: يا رسول الله .. استغفر لي .. قال: لا أستغفر لك .. فدفنوه فأصبح على وجه الأرض ثلاث مرات .. فلما رأى ذلك قومه استحيوا وخزوا مما لقي فحملوه فألقوه في شعب من تلك الشعاب" (١). لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - علم فيما بعد .. أخبره أحدهم بما حدث فكان في تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم- وتوجيهه شيئًا يستعيد الأمل لذلك الفارس الذي رفضته أحضان الأرض ..

يقول عمران بن حصين رضي الله عنه وقد كان شاهدًا على ما حدث: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فحمل رجل على رجل من المشركين فلما غشيه بالرمح قال إني مسلم فقتله ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أذنبت فاستغفر لي .. قال: وما ذاك؟ قال: حملت على رجل من المشركين فلما


(١) حديث صحيح رواه أبو يعلى ٣ - ١ حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي حدثني عبد الحميد بن بهرام حدثنا شهر بن حوشب حدثني جندب .. وهذا السند صحيح لولا كثرة أوهام شهر بن حوشب لكن الحديث صحيح فقد رواه عبد الرزاق ١٠ - ١٧٣ عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن موهب عن قبيصة .. عبد الله تابعى ثقة -التقريب-١ - ٤٥٥ والزهري ومعمر ثقتان معروفان مرا معنا كثيرًا وقبيصة من أولاد الصحابة وله رؤية وهو من رجال الشيخين .. وللحديث شاهد صحيح عند الطبراني وهو ما بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>