للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[اغتيال المنافقين]

(يقول رضي الله عنه: أصابني في بصري بعض الشيء فبعثت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني أحب أن تأتيني فتصلي في منزلي فأتخذه مصلى .. فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن شاء الله من أصحابه فدخل وهو يصلي في منزلي وأصحابه يتحدثون بينهم ثم أسندوا عظم ذلك وكبره إلى مالك بن دخشم قالوا: ودوا أنه دعا عليه فهلك وودوا أنه أصابه شر فقضى رسول الله الصلاة وقال: أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا: إنه يقول ذلك وما هو في قلبه .. قال -صلى الله عليه وسلم-: لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه) (١) وإذا كان هناك من الصحابة من ألجمه الحلم عن التهور فاكتفى بطلب الدعاء على مالك بن دخشم .. فإن هناك من الحماس ما جعل أحد الصحابة يحمل سيفه نحو النبي - صلى الله عليه وسلم - كي يأذن له بالقضاء على رجل يجزم بنفاقه .. :

شاهده صحابي اسمه عبيد الله بن عدي وتحدث عنه فقال: "إن رجلًا سارَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ندر ما ساره به حتى جهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو يستأمر في قتل رجل من المنافقين فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: بلى ولا شهادة له .. قال: أليس يصلي؟ قال: بلى ولا صلاة له .. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أولئك الذين نهاني الله عن قتلهم" (٢) وماذا بعد أولئك الذين تتفوه أعمالهم بأشياء فظيعة .. لا شيء سوى أن المسلم غير معني باقتفاء مواطئ القلوب ولا مراميها.

.. هو معني بتجديد الحياة بالإسلام .. بالبحث عن الخصوبة وإثراء


(١) صحيح مسلم ١ - ٦١.
(٢) صحيح مسلم ١ - ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>