للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأسلمت وتسراها النبي - صلى الله عليه وسلم - .. وقد تردد في المدينة أن قبطيًا له قرابة منها رضي الله عنها يزورها ويتردد عليها فدخل الشك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- "فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي اذهب فاضرب عنقه فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي أخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب" (١) "فكف علي عنه ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله إنه لمجبوب" (٢).

حملت تلك الفتاة القبطية فكانت أول امرأة تحمل منه -صلى الله عليه وسلم- بعد زوجته خديجة رضي الله عنها .. تلك هي هدية المقوقس الذي رفض الإِسلام لكنه كان مهذبًا في رده .. أما أكثر الرسائل إثارة فكانت تلك التي حملها الصحابي دحية الكلبي إلى ملك الروم .. انطلق دحية الكلبي إلى عظيم بصرى في الشام والذي سيقوم بدوره بإيصال الرسالة إلى ملك الروم هرقل .. وانطلق قبله من مكة إلى أرض الروم - الشام زعيم مكة وقريش أبو سفيان لا لشىء سوى التجارة فقط .. فتصادف وجود أبي سفيان مع وصول الرسالة النبوية الكريمة .. لن يقص دحية ما حدث .. سيتولى ذلك زعيم قريش أبو سفيان الذي كان حاضرًا في بلاط الروم .. حيث استدعاه ذلك الملك لطرح بعض الأسئلة عليه حول شخصية النبي -صلى الله عليه وسلم- بصفته رجلًا من قومه ومن أعرف الناس به .. لكن سؤلا ملحًا يتجول على طريق الشام ذلك هو: كيف يسافر أبو سفيان وتجارته بأمان .. صحيح أنه لن يخرج أحد من المدينة لاعتراضهم لكن في الطريق أمر مرعب ومخيف .. أسدان جريحان يتلمظان لانتزاع حريتهما وما سلبته قريش منهما .. وهما في حل من ذلك كله والنبي -صلى الله عليه وسلم- في حل مما يفعلانه .. ومن الظلم إلصاق


(١) صحيح مسلم ٤ - ٢١٣٩ والركي هو البئر.
(٢) صحيح مسلم ٤ - ٢١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>