للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرزاق جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري صدوق زاهد انظر تقريب التهذيب (١٤٠) وشيخه تابعي ثقة مشهور، قال أبو حاتم: أثبت أصحاب أنس الزهريّ ثم ثابت ثم قتادة تهذيب التهذيب (٢ - ٣)].

ملاحظة:

قال الإِمام الترمذيُّ -رحمه الله- بعد روايته للحديث معقبا: وروي في غير هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء وكعب بن مالك بين يديه, وهذا أصح عند بعض أهل الحديث لأن عبد الله بن رواحة قتل يوم مؤتة وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك.

أقول الصواب خلاف ما قاله بعض أهل الحديث رحمهم الله الذين نقل عنهم أن كعبا هو الذي كان ينشد بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، مستدلين على ذلك باستشهاد ابن رواحة في غزوة مؤتة، وأن مؤتة كانت بعد عمرة القضاء، لأن كلامهم عليهم رحمة الله خلاف ما جاء في الأحاديث الصحيحة, بل في عمرة القضاء نفسها، فأشهر شهداء مؤتة جعفر بن أبي طالب وأول شهدائها أيضًا كانا موجودين في عمرة القضاء وجرى لهما حوار شيق مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، حول ابنة حمزة كما مر معنا في حديث البخاري السابق وفيه جاء: فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فتبعته ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم فتناولها علي فأخذ بيدها وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك احمليها، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر قال علي: أنا أخذتها، وهي بنت عمي وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي وقال زيد: ابنة أخي فقضى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال: "الخالة بمنزلة الأم" وقال لعلي: "أنت مني وأنا منك" وقال لجعفر: "أشبهت خلقي وخلقي" وقال زيد: "أنت أخونا ومولانا" وقال علي: ألا تتزوج بنت حمزة، قال: "إنها ابنة أخي من الرضاعة".

فهذا زيد وجعفر يتنافسون في كفالة ابنة جعفر بن أبي طالب.

<<  <   >  >>