للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ذكر وفاة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]

قال: أخبرنا محمَّد بن عمر بن واقد الأسلمي، أخبرنا محمَّد بن عبد الله عن الزهري قال: وحدثنا محمَّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: وحدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد ابن عمرو بن حزم قال: وحدثنا هاشم بن عاصم الأسلمي عن أبيه عن ابن عباس، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مع أمه أمنة بنت وهب، فلما بلغ ست سنين خرجت به إلى أخواله بني عدي بن النجار بالمدينة تزورهم به، ومعه أم أيمن تحضنه وهم على بعيرين، فنزلت به في دار النابغة، فأقامت به عندهم شهرًا، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر أمورًا كانت في مقامه ذلك، لما نظر إلى أطم بني عدي بن النجار عرفه وقال: كنت ألاعب أنيسة جارية من الأنصار على هذا الأطم وكنت مع غلمان من أخوالي نطير طائرًا كان يقع عليه، ونظر إلى الدار فقال: ها هنا نزلت بي أمي وفي هذه الدار قبر أبي عبد الله ابن عبد المطلب وأحسنت العوم في بئر بني عدي بن النجار، وكان قوم من اليهود يختلفون ينظرون إليه فقالت أم أيمن فسمعت أحدهم يقول: هو نبي هذه الأمة وهذه دار هجرته، فوعيت ذلك كله من كلامه، ثم رجعت به أمه إلى مكة، فلما كانوا بالأبواء توفيت آمنة بنت وهب، فقبرها هناك، فرجعت به أم أيمن على البعيرين الذين قدموا عليهما مكة، وكانت تحضنه مع أمه ثم بعد أن ماتت (١).

[أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]

قال ابن شهاب: وكان من شأن أم أيمن، أم أسامه بن زيد: أنها كانت وصيفه لعبد الله بن عبد المطلب. وكانت من الحبشة. فلما ولدت آمنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،


(١) طبقات ابن سعد ج١ ص ١١٦
الأبواء على خط القوافل القديم بين مكة والمدينة يبعد عن مكة قرابة ٢٤٠ ك. م أو خمسة مراحل.

<<  <   >  >>