للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[هدم الكعبة]

عن مسافع ابن عبد الله بن شيبة بن عثمان العبدري أبو سليمان الحجبي أنه قال وجدوا حجرًا حين نقضوا البيت فيه ثلاثة صفوح فيها كتاب من كتب الأول فدعي لها رجل فقرأها فإذا في صفح منها أنا الله ذو بكة صغتها يوم صغت الشمس والقمر حففتها بسبعة أملاك وباركت لأهلها في اللحم والماء وفي الصفح الآخر أنا الله ذو بكة خلقت الرحم واشتققت لها من أسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته.

وفي الصفح الثالث أنا الله ذو بكة خلقت الخير والشر فطوبى لمن كان الخير على يديه وويل لمن كان الشر على يديه (١)

[ذكر حضور رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هدم قريش الكعبة وبناءها]

قال: أخبرنا محمَّد بن عمر بن واقد الأسلمي، أخبرنا عبد الله بن يزيد الهذلي عن سعيد بن عمرو الهذلي عن أبيه وعبد الله بن يزيد الهذلي عن أبي غطفان عن ابن عباس قال: وحدّثني محمَّد بن عبد الله عن الزهري عن محمَّد بن جبير بن مطعم، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا: كانت الخُرْف مظللة على مكّة، وكان السيل يدخل من أعلاها حتى يدخل البيت فانصدع فخافوا أن ينهدم، وسُرق منه حِلْية وغزال من ذهب كان عليه درّ وجوهر، وكان موضوعًا بالأرض، فأقبلت سفينة في البحر فيها روم، ورأسهم باقوم، وكان بانيًا، فجنحتها الرّيح إلى الشعيبة، وكانت مرفأ السفن قبل جُدّة، فتحطمت السفينة، فخرج الوليد بن المغيرة في نفر من قريش إلى السفينة فابتاعوا خشبها وكلموا الرومي باقوم فقدم معهم، وقالوا: لو بنينا بيت ربنا، فأمروا بالحجارة تجمع وتنقي (٢) الضواحي منها، فبينا رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ينقل معهم، وهو يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة (٣)، وكانوا يضعون أزرهم على عواتقهم، ويحملون الحجارة


(١) انظر كتاب الشريعة للأجري ج ٢ ص ٩٤٤ دراسة وتحقيق الدكتور عبد الله الدميجي.
(٢) (من) الضواحي منها أي من مكة.
(٣) الأصح خمس وعشرين سنه.

<<  <   >  >>