للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سرقوه وضعوه عند دويك، وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جدة لرجل من تجار الروم فتحطمت فأخذوا خشبها فأعدوه لتسقيفها، وكان بمكة رجل قبطي نجارًا فتهيأ لهم في أنفسهم بعض ما يصلحها، وكانت حية تخرج من بئر الكعبة التي كان يطرح فيها ما يهدى لها كل يوم، فتتشرق على جدار الكعبة، وكانت مما يهابون، وذلك أنه كان لا يدنو منها أحد إلا احزألت وكشت وفتحت فاها، وكانوا يهابونها، فبينا هي ذات يوم تتشرق على جدار الكعبة، كما كانت تصنع؛ بعث الله إليها طائرًا فاختطفها، فذهب بها، فقالت قريش: إنا لنرجوا أن يكون الله قد رضي ما أردنا، عندنا عامل رفيق، وعندنا خشب، وقد كفانا الله الحية.

[أبو وهب -خال أبي رسول الله- وما حدث له عند بناء الكعبة]

فلما أجمعوا أمرهم في هدمها وبنائها، قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم.

قال ابن هشام: عائذ بن عمران بن مخزوم. فتناول من الكعبة حجرًا، فوثب من يده، حتى رجع إلى موضعه. فقال: يا معشر قريش، لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبًا، لا يدخل فيها مهر بغي، ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس. والناس ينحلون هذا الكلام الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.

قال ابن إسحاق: وقد حدثني عبد الله بن أبي نجيح المكي أنه حدث عن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمر بن هصيص بن كعب بن لؤي. أنه رأي ابنا لجعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمر ويطوف بالبيت، فسأل عنه، فقيل: هذا ابن لجعدة بن هبيرة، فقال عبد الله بن صفوان عند ذلك: جد هذا، يعني: أبا وهب الذي أخذ حجرًا من الكعبة حين أجمعت قريش لهدمها، فوثب من يده، حتى رجع إلى موضعه فقال عند ذلك: يا معشر قريش: لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبا. لا تدخلوا فيها مهر بغي، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس.

<<  <   >  >>