للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَي اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} إلى قوله تعالي {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} قالت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مريه فليعتق رقبه"،قالت، فقلت: يا رسول الله ما عنده ما يعتق، قال: "فليصم شهرين متتابعين"، قالت، فقلت: والله إنه لشيخ كبير ما به من صيام، قال: "فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر"، قالت، فقلت: والله يا رسول الله ما ذاك عنده، قالت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنا سنعينه بفرق من تمر" قالت، فقلت: يا رسول الله وأنا سأعينه بفرق آخر، قال: "قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه ثم استوصي بابن عمك خيرًا". قالت: ففعلت. هذا هو الصحيح في سبب نزول هذه السورة؛ قال ابن عباس: أول من ظاهر من امرأته (أوس ابن الصامت) أخو عبادة بن الصامت وامرأته (خولة بنت ثعلبة بن مالك) فلما ظاهر منها خشيت أن يكون ذلك طلاقًا، فأتت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن أوسًا ظاهر مني، وإنا إن افترقنا هلكنا، وقد نثرت بطني منه وقدمت صحبته، وهي تشكو ذلك وتبكي، ولم يكن جاء في ذلك شيء، فأنزل الله تعالي {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَي اللَّهِ} إلى قوله تعالي {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فدعاه رسول الله فقال: "أتقدر على رقبة تعتقها"؟ قال: لا والله يا رسول الله ما أقدر عليها، قال: فجمع له رسول الله صلى الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم حتى أعتق عتقه، ثم راجع أهله. (١)

ولد -رضي الله عنه- عام ٥٠ ق. هـ الموافق لعام ٥٨٥ م

توفي بالرملة في فلسطين عام ٣٤ هـ. (٢)


(١) رواه الأمام أحمد في مسنده. [٦١/ ٤١٠] وحسن سنده ابن كثير في تفسيره.
(٢) قاله بن حبان في كتابه مشاهير علماء الأمصار وابن الأثير في أسد الغابة ج١ صـ١٧٢.

<<  <   >  >>