للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وفاة الذي له جنتين في الآخرة ورقة بن نوفل الأسدي]

قال ابن إسحاق واجتمعت قريش يومًا في عيد لهم عند صنم من أصنامهم كانوا يعظمونه وينحرون له ويعكفون عنده ويديرون به وكان ذلك عيدًا لهم في كل سنة يومًا فخلص منهم أربعة نفر نجيا ثم قال بعضهم لبعض تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض قالوا أجل وهم: ورقة بن نوفل بن أسد وعبيد الله بن جحش بن رئاب وعثمان بن الحويرث بن أسد وزيد بن عمرو بن نفيل فقال بعضهم لبعض تعلموا والله ما قومكم على شيء لقد أخطئوا دين أبيهم إبراهيم ما حجر نطيف به لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع يا قوم التمسوا لأنفسكم دينًا فإنكم والله ما أنتم على شيء فتفرقرا في البلدان يلتمسون الحنيفية دين إبراهيم.

فأما ورقة بن نوفل فاستحكم في النصرانية وأتبع الكتب من أهلها حتى علم علمًا من أهل الكتاب.

عن عائشة -رضي الله عنها- أن خديجة -رضي الله عنها- سألت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن ورقة بن نوفل فقال رأيته في المنام فرأيت عليه ثياب بياض فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بياض. (١)

عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم سئل عن ورقة بن نوفل فقال أبصرته في بطنان الجنة عليه سندس. (٢)

روى البزار عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة كان بين أخي ورقة وبين رجل كلام فوقع الرجل في ورقة ليغضبه فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أشعرت إني رأيت لورقة جنة أو جنتين ونهى عن سبه. (٣)

قلت توفي ورقة بن نوفل في فترة الوحي أي في عام ١٤ قبل الهجرة الموافق ٦٢٠ م.


(١) مسند أحمد ٦/ ٦٥ قال ابن كثير وهذا إسناده حسن.
(٢) مسند أبي يعلى ٢/ ٢٩٩.
(٣) كشف الأستار ٣/ ٢٨١ قال ابن كثير وهذا إسناده جيد.

<<  <   >  >>