للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال:

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}.

فقرأتها.

ثم انتهى وانصرف عني، وهببت من نومي، فكأنما كتب في قلبي كتابًا فخرجت حتى إذا كنت في وسطٍ من الجبل سمعت صوتًا من السماء يقول:

يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل.

فرفعت رأسي إلى السماء، فأنظر فإذا جبريل في صورة صاف قدميه في أفق السماء يقول: يا محمَّد أنت رسول الله وأنا جبريل.

فوقعت أنظر إليه فما أتقدم وما أتأخر، وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء فما أنظر في ناحية منها إلا رأيته ذلك. فما زلت واقفًا ما أتقدم أمامي وما أرجع ورائي حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي، فبلغوا مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني ذلك، ثم انصرف عني، وانصرفت راجعًا إلى أهلي حتى أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفًا إليها، فقالت: يا أبا القاسم أين كنت؟ فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا إليّ.

ثم حدثتها بالذي رأيت فقالت:

أبشر يا ابن العم واثبت فوالذي نفس خديجة بيده إنّي لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة. ثم قامت فجمعت عليها ثيابها، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل، فأخبرته بما أخبرها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقال ورقة بن نوفل:

قدوس .. قدوس، والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة.

لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة وقولي له فليثبت.

فرجعت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فأخبرته بقول ورقة.

فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم جوراه، وانصرف صنع كما يصنع، بدأ بالكعبة فطاف بها، فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالكعبة فقال:

<<  <   >  >>