للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بن عبد مناف بن قصي: والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك، وجهدوا على التخلص مما تكرهه، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئًا؛ فقال أبو طالب للمطعم: والله ما أنصفوني، ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم عليّ، فاصنع ما بدا لك، أو كما قال. فحقب الأمر، وحميت الحرب، وتنابذ القوم، وبادى بعضهم بعضا.

شعر أبي طالب في المطعم ومن خذله: فقال أبو طالب عند ذلك، يعرض بالمطعم بن عديّ، ويعم من خذله من بني عبد مناف، ومن عاداه من قبائل قريش، ويذكر ما سألوه, وما تباعد من أمرهم:

ألا قل لعمرو والوليد ومطعم ... ألا ليت حظي من حياطتكم بكر

من الخور حبحاب كثير رغاؤه ... يرش على الساقين من بوله قطر

تخلف خلف الورد ليس بلاحق ... إذا ما علا الفيفاء قيل له وبر

أرى أخوينا من أبينا وأمنا ... إذا سئلا قالا إلى غيرنا الأمر

بلى لهما أمر ولكن تجرجما ... كما جرجمت من رأس ذى علق صخر

أخص خصوصا عبد شمس ونوفل ... هما نبذانا مثل ما ينبذ الجمر

هما أغمزا للقوم في أخويهما ... فقد أصبحا منهم أكفُّهما صفر

هما أشركا في المجد من لا أبا له ... من الناس إلا أن يرس له ذكر

وتيم ومخزوم وزهرة منهم ... وكانوا لنا مولى إذا بغي النصر

فوالله لا تنفك منا عداوة ... ولا منهم ما كان من نسلنا شفر

فقد سفهت أحلامهم وعقولهم ... وكانوا كجفر بئس ما صنعت جفر

قال ابن هشام: تركنا منها بيتين أقذع فيهما.

قريش تظهر عداوتها للمسلمين: قال ابن إسحاق: ثم إن قريشًا تذامروا بينهم على من في القبائل منهم من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - الذين أسلموا معه، فوثبت كل قبيلة على من فيهم من المسلمين يعذبونهم، ويفتنونهم عن دينهم، ومنع الله رسوله- صلى الله عليه وسلم - منهم بعمه أبي طالب، وقد قام أبو طالب، حين رأى قريشًا يصنعون ما يصنعون في بني هاشم وبني المطلب، فدعاهم إلى ما هو عليه، من منع

<<  <   >  >>