للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمطعم إن القوم ساموك خطة ... وإني متى أوكل فلست بوائل (١)

جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا ... عقوبة شر عاجلًا غير آجل

بميزان قسط لا يخسّ (٢) شعيرة ... له شاهد من نفسه غير عائل (٣)

لقد سفهت أحلام قوم تبدلوا ... بني خلف قيضًا بنا والغياطل (٤)

ونحن الصميم من ذؤابة هاشم ... وآل قصيّ في الخطوب الأوائل

وسهم ومخزوم تمالوا وألبوا ... علينا العدا من كل طمل (٥) وخامل

فعبد مناف أنتم خير قومكم ... فلا تشركوا في أمركم كل واغل (٦)

لعمري لقد وهنتم وعجزتم ... وجئتم بأمر مخطيء للمفاصل (٧)

وكنتم حديثا حطب قدر ... وأنتم الآن حطاب أقدر ومراجل

ليهنيء بني عبد مناف عقوقنا ... وخذلاننا وتركنا في المعاقل

فإن نك قومًا نتَّئر ما صنعتم ... وتحتلبوها لقحة غير باهل (٨)

وسائط كانت في لؤيّ بن غالب ... نفاهم إلينا كل صقر حلاحل (٩)

ورهط نفيل شر من وطيء الحصى ... وألأم حاف من معدّ وناعل

فأبلغ قصيًا أن سينشر أمرنا ... وبشر قصيا بعدنا بالتخاذل

ولو طرقت ليلًا قصيا عظيمة ... إذا ما لجأنا دونهم في المداخل


(١) سامه خطة: كلفه بها. والوائل: الناجي.
(٢) يخس: ينقض ويفسد العهد.
(٣) للعائل: الحائر.
(٤) القيض: العوض. والغياطل: بنو سهم, لأن أمهم الغيطلة، وقيل: إن بني سهم سموا بالغياطيل, لأن رجلًا منهم قتل جانا، طاف بالبيت سبعًا، ثم خرج من المسجد فقتله، فأظلمت مكة، حتى فزعوا من شدة الظلمة الشديدة، والغيطلة أيضًا: الشجر الملتف، والغيطلة: اختلاط الأصوات، والغيطلة: البقرة الوحشية، والغيطلة غلبة النعاس.
(٥) الطمل: الفاحش.
(٦) الواغل: الهاجم على القوم في شرابهم ولم يدع.
(٧) مخطيء للمفاصل: بعيد عن الصواب.
(٨) نتئر: نأخذ بثأرنا. واللقحة: الناقة ذات اللب. والباهل: الناقة المباحة للحلب.
(٩) الحلاحل: السيد الشجاع.

<<  <   >  >>