للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

احذروا على نفسه، فأقسم بالله لئن قتلتموه لأقتلن أشرفكم رجلًا، قال: فقالوا: اللَّهم العنه، من يغرر بهذا الخبيث، فوالله لو أصيب في أيدينا لقتل أشرفنا رجلًا، فتركوه ونزعوا عنه، قال: وكان ذلك مما دفع الله به عنهم. (١)

[أذى قريش لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وتعنتهم له]

حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران السلمي عن ابن عباس قال قالت قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم - ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبًا، فإن أصبح لنا ذهبًا اتبعناك فدعا ربه -عَزَّ وجَلَّ-، فأتاه جبريل -عليه السلام-، فقال: إن ربك يقرئك السلام ويقول لك إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمن كفر منهم عذبته عذابًا لم أعذبه أحد من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة قال: (بل باب التوبة والرحمة). (٢)

قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} سورة الإسراء: ٥٩

روى الإمام أحمد بسنده عن ابن عباس، قال: سأل أهل مكة رسول الله -صلي عليه وسلم - أن يجعل لهم الصفا ذهبًا وأن ينحي عنهم الجبال فيزدرعوا، قال الله -عَزَّ وجَلَّ-: (إن شئت آتيناهم ما سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من قبلهم، وأن شئت نستأني بهم لعلنا ننتج منهم) فقال: ([لا] بل أستأني بهم) (٣) فأنزل الله هذه الآية: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً}

أذى قريش [يسبون القرآن]


(١) ابن هشام ج ١/ ٣٤٢.
(٢) قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح.
(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (١/ ٢٥٨).

<<  <   >  >>