للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بنفْريقهم من بعد وُدٍّ وألفةٍ ... جماعتنا كيما ينالوا المحارما

كذبتم وبيت الله نُبزى محمدًا ... ولما تَرَوا يومًا لدى الشِّعب قائما

وروى بسنده عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: دخلوا مكة ولم يدخل أحدٌ منهم إلَّا بجوارٍ إلَّا ابن مسعود فإنّه مكث يسيرًا ثم رجع إلى أرض الحبشة (١).

[عثمان بن مظعون يرد جوار الوليد]

قال ابن إسحاق: فأما عثمان بن مظعون، فإن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف حدثني، عمن حدثه، عن عثمان، قال: لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - من البلاء، وهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن المغيرة, قال: والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى في الله ما لا يصيبني، لنقص كبير في نفسي، فمشى إلى الوليد بن المغيرة، فقال له: يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، قد رددت إليك جوارك؛ فقال له: يا ابن أخي لعله آذاك أحد من قومي؟ قال: لا, ولكني أرضى بجوار الله، ولا أريد أن أستجير بغيره؟ قال: فانطلق إلى المسجد، فاردد علي جواري علانية كما أجرتك علانية. قال: فانطلقا فخرجا حتى أتيا المسجد، فقال الوليد: هذا عثمان قد جاء يرد علي جواري، قال: صدق، قد وجدته وفيًا كريم الجوار، ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله، فقد رددت عليه جواره, ثم انصرف عثمان، ولبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب في مجلس من قريش ينشدهم، فجلس معهم عثمان، فقال لبيد:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

قاله عثمان: صدقت. قال لبيد:

وكل نعيم لا محالة زائل


(١) عيون الأثر ٦ج ١/ ١٢٠ قلت خرج مع جعفر بن أبي طالب للمرة الثانية.

<<  <   >  >>