للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تداعى لها من ليس فيها بقرقر (١) ... فطائرها في رأسها يتردد

وكان كفاء رقعة بأثيمة ... ليقطع منها ساعد ومقلد (٢)

ويظعن أهل المكتين فيهربوا ... فرائصهم من خشية الشر ترعد

ويترك حراث (٣) يقلب أمره ... أيتهم فيهم عند ذاك وينجد (٤)

وتصعد بين الأخشبين كتيبة ... لها حدج سهم وقوس ومرهد (٥)

فمن ينش من حضار مكة عزة ... فعزتنا في بطن مكة أتلد

نشأنا بها والناس فيها قلائل ... فلم ننفك نزداد خيرًا ونحمد

ونطعم حتى يترك الناس فضلهم ... إذا جعلت أيدي المفيضين (٦) ترعد

جزى الله رهطًا بالحجون تتابعوا ... على ملأ يهدي لحزم ويرشد

قعودًا لدى خطم الحجون كأنهم ... مقاولة (٧) بل هم أعز وأمجد

أعان عليها كل صقر كأنه ... إذا ما مشى في رفرف الدرع أحرد (٨)

جرى على جلى (٩) الخطوب كأنه ... شهاب بكفي قابس يتوقد

من الأكرمين من لؤي بن غالب ... إذا سِيم خسفًا وجهه يتربد

طويل النجاد خارج نصف ساقه ... على وجهه يسقى الغمام ويسعد

عظيم الرماد سيد وابن سيد ... يحض على مقرى الضيوف ويحشد

ويبني لأبناء العشيرة صالحًا ... إذا نحن طفنا في البلاد ويمهد

أَلَظَّ (١٠) بهذا الصلح كل مبرَّأ ... عظيم اللواء أمره ثم يحمد


(١) القرقر: الذليل، السهل اللين.
(٢) المقلد: العنق.
(٣) الحراث: المكتسب.
(٤) أيتهم: بمعنى أتهم، أي أتى تهامة، وهي ما انخفض عن أرض الحجاز إلى البحر، وأنجد: أتى نجدًا، وهي ما ارتفع عن أرض الحجاز إلى الشرق.
(٥) المرهد: الناعم، أي السيف الناعم بارتوائه من الدماء.
(٦) المفيضون: الضاربون بقداح الميسر.
(٧) المقاولة: الملوك.
(٨) رفرف الدرع: ما فضل منه. والأحرد: بطيء المشي لثقل ما عليه من لباس الحرب.
(٩) الجُلّى: الأمر العظيم.
(١٠) ألظ: ألحَّ.

<<  <   >  >>