للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[معرفة الشجر بأنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]

١ - عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: (جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو خارج من مكة قد خضبه (١) أهل مكة بالدماء قال: ما لك؟ قال: خضبني هؤلاء بالدماء فعلوا وفعلوا، قال: تريد أن أريك آية؟ قال: نعم، قال: أدع تلك الشجرة، فدعاها فجاءت تخط الأرض (٢) حتى قامت بين يديه، قال: مرها فلترجع، قال ارجعي إلى مكانك فرجعت إلى مكانها، قال: حسبي (٣)) (٤).

وعن عمر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بالحجون (٥) فرد عليه المشركون، فقال: (اللَّهم أرني آية لا أبالي (٦) من كذبني بعدها من قومي). (٧)

[وعد الله له بالنصر والعز والتمكين في الأرض]

عن عياض بن حمار المجاشعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ألا أحدثكم بما حدثني الله به في الكتاب إن الله خلق آدم وبنيه حنفاء مسلمين وأعطاهم المال حلالًا لا حرام فيه من شاء اقتنى ومن شاء احترث فجعلوا مما أعطاهم الله حراما وحلالا وعبدوا الطواغيت فأمرني الله أن أتيهم فأبين لهم الذي جبلهم عليه، فقلت لربي أخاطبه إن آتيهم به تثلغ قريش رأسي كما تثلغ الخبزة، فقال: أمضه أمضه، وأنفق


(١) خضبوه: أي ضربوه حتى أدموه.
(٢) أي تعلم عليها بمشيها وأثر جذورها.
(٣) حسبي: أي كافيني, ومعناه ظهور هذه الآية كفاية لي.
(٤) رواه الدارمي رقم ٢٣، وابن ماجه في الفتن رقم ٤٠٢٨، وغيرهما من طرق الأعمش عن أبي سفيان عنه، وسنده صحيح مع اختلاف في اتصاله وانقطاعه، وله شاهد عن جابر رواه أحمد وغيره ويؤيده الحديث التالي.
(٥) بفتح الحاء جبل بأعلى مكة عند مقبرة المعلاة.
(٦) لا أبالي: أي أكترث وأعبأ.
قلت لا زال مسجد الشجرة بالحجون بمكة شرفها الله تعالى.
(٧) رواه البزار وأبو يعلى, قال الهيثمي في المجمع ٩/ ١٠: وإسناد أبي يعلى حسن.

<<  <   >  >>