للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنفق عليك، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، وإن شاء جعل مع كل جيش بعثته عشرة أمثالهم من الملائكة، ونافخ في صدر عدوك الرعب، ومعطيك كتابي لا يمحوه الماء أُذكِّركَهُ نائمًا ويقظانا فأبصروني وقريشًا هذه، فإنهم قد دموا وجهي وسلبوني أهلي وأنا مناديهم، فإن أغلبهم باتوا ما دعوتهم إليه طائعين أو كارهين وإن يغلبوني، فاعلموا أني لست على شيء ولا أدعوكم إلى شيء). (طب) وابن عساكر عن عياض ابن حمار المجاشعي رضي الله عنه).

صفة أمة محمَّد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

وروى البيهقي عن عثمان بن الحكم بن رافع بن سنان (١) حدثني بعض عمومتي وآبائي أنهم كانت عندهم ورقة يتوارثونها في الجاهلية حتى جاء الله بالإِسلام وبقيت عندهم، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ذكروها له وأتوه بها مكتوب فيها: بسم الله وقوله الحق وقول الظالمين في تباب. هذا الذكر لأمة تأتي في آخر الزمان يغسلون (٢) أطرافهم ويأتزرون (٣) على أوساطهم، ويخوضون البحور إلى أعدائهم فيهم صلاة لو كانت في قوم نوح ما أهلكوا بالطوفان، وفي عاد ما أهلكوا بالريح، وفي ثمود ما أهلكوا بالصيحة. بسم الله وقوله الحق وقول الظالمين في تباب. ثم ذكر قصة أخرى. قال: فعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قرأت عليه فيها.

[أكمل الله لها الدين وأتم عليها النعمة]

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}. (٤)


(١) رواه ابن الجوزي في الوفا: عن عمر بن حفص وكان من خيار الناس. قال: كان عند أبي أو جدي ورقة يتوارثوها قبل الإِسلام بزمان.
(٢) الأصل: ليبلون، ما أثبه عن الوفا لابن الجوزي.
(٣) المطبوعة: ويوترون، وهو تحريف.
السيرة لابن كثير مصطفى عبد الواحد [١/ ٣٣١].
(٤) سورة المائدة (٣).

<<  <   >  >>