للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجاء الوحي من اللوح المحفوظ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} السورة، وأنزل الله: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (٦٤) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٦٥) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}. (١)

[استهزاء العاص ابن أبي وائل السهمي]

قال ابن إسحاق: وكان العاص بن وائل السهمي، فيما بلغني، إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: دعوه، فإنما هو رجل أبتر لا عقب له، لو قد مات لقد انقطع ذكره واسترحتم منه، فأنزل الله في ذلك من قوله: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} ما هو خير لك من الدنيا وما فيها، والكوثر: العظيم. (٢)

[عتاب الله لرسوله (صلى الله عليه وسلم)]

قال: ووقف الوليد بن المغيرة فكلم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ورسول الله يكلمه، وقد طمع في إسلامه.

فمر به ابن أم مكتوم: فكلم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وجعل يستقرئه القرآن، فشق ذلك عليه حتى أضجره، وذلك أنه شغله عما كان فيه من أمر الوليد وما طمع فيه من إسلامه، فلما أكثر عليه انصرف عنه عابسا وتركه.

فأنزل الله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣)


(١) سورة الزمر آية رقم ٦٤ و ٦٥ و ٦٦.
(٢) وصله ابن جرير (٣٠/ ٣٢٩).

<<  <   >  >>