للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[النبي (صلى الله عليه وسلم) يعرض نفسه على قبائل العرب]

روى أحمد بسنده عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض نفسه على الناس بالموقف يقول: ألا رجل يعرضني على قومه، فإن قريشًا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي، قال: فأتاه رجل من همدان، فقال: وممن أنت؟ قال: من همدان، قال: وعند قومك منعة؟ قال: نعم، قال: فذهب الرجل ثم إنه خشي أن يخفره قومه، فرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: اذهب فأعرض على قومي ثم آتيك من قابل، ثم ذهب وجاءت وفود الأنصار في رجب (١).

تبنِّي النبي (صلى الله عليه وسلم) زيد بن حارثة (رضي الله عنه)

قال ابن إسحاق: ... وكان حكيم بن حزام بن خويلد قدم من الشام برقيق فيهم زيد بن حارثة وصيف، فدخلت عليه عمته خديجة بنت خويلد، وهي يومئذ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: اختاري يا عمة أيّ هؤلاء الغلمان شئت فهو لك، فاختارت زيدًا، فأخذته، فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندها، فاستوهبه منها، فوهبته له، فأعتقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتبناه، وذلك قبل أن يوحى إليه، وكان أبوه حارثة قد جزع عليه جزعًا شديدًا، وبكى عليه حين فقده (٢) ... ثم قدم عليه وهو عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن شئت فأقم عندي وإن شئت فانطلق مع أبيك" فقال: بل أقيم عندك؛ فلم يزل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بعثه الله فصدقه وأسلم وصلى معه، فلما أنزل الله -عَزَّ وجَلَّ-: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} (٣) قال: أنا زيد بن حارثة.


(١) انظر أحمد ج ٣ ص ٣٩٠. كان هذا في موسم الحج في شهر رجب عام ٤ ق. هـ.
(٢) روى بعضه الحاكم في المستدرك (ج ٤/ ٦٣).
(٣) سورة الأحزاب: ٥.

<<  <   >  >>