للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه وسلم الذي قالوا، فرجعوا إلى قومهم, يدعوهم سرًا، وأخبروهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي بعثه الله به ودعا عليه بالقرآن، حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة. (١)

قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه قالوا: لما لقيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لهم: من أنتم؟ قالوا: نفر من الخزرج، قال أمن موالي يهود؟ قالوا: نعم، قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟ قالوا: بلى، فجسوا معه، فدعاهم إلى الله -عَزَّ وجَلَّ-، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن. قال: وكان مما صنع الله لهم به في الإسلام، أن يهود كانوا معهم في بلادهم، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا هم أهل شرك وأصحاب أوثان، وكانوا قد عزوهم ببلادهم، فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا لهم: إن نبيًا مبعوث الآن، قد أظل زمانه، نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم. فلما كلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولئك النفر، ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعض: يا قوم، تعلموا والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود، فلا تسبقنكم إليه. فأجابوه فيما دعاهم إليه، بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا: إنا قد تركنا قومنا, ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك فسنقدم عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك ثم انصرفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راجعين إلى بلادهم، وقد آمنوا وصدقوا.

قال ابن إسحاق "حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه قال لما رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أنتم؟ قالوا من الخزرج. قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟ قالوا: نعم فدعاهم إلي الله، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن وكان مما صنع الله لهم أن اليهود كانوا معهم في بلادهم، وكانوا أهل كتاب، وكان الأوس والخزرج أكثر منهم، فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا: إن نبيا سيبعث الآن قد أظل زمانه نتبعه، فنقتلكم معه، فلما كلمهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عرفوا النعت، فقال بعضهم لبعض: لا تسبقنا إليه يهود فآمنوا وصدقوا، وانصرفوا إلى بلادهم ليدعوا قومهم، فلما أخبروهم لم يبق دور من قومهم إلا وفيها ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا كان الموسم وافاه منهم اثنا عشر رجلا.


(١) مغازي عروة بن الزبير ص ١٢١.

<<  <   >  >>