للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكعبين إلا خرت خطايا رجليه مع أنامل رجليه مع الماء، فإن هو قام فصلى، فحمد الله وأثنى عليه، ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله في صلاته، إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه.

فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له أبو أمامة: يا عمرو، انظر ما تقول؟ (في مقام واحد يعطى هذا الرجل؟) فقال (عمرو: يا أبا أمامة)، لقد كبرت سني، ورق عظمي، واقترب أجلي، وما بي حاجة أن أكذب على الله، و (لا) على رسوله، ولو لم أسمعه منه إلا مرتين أو ثلاثا- حتى عد سبعًا ما حدثت به أبدا, ولكني سمعته منه أكثر من ذلك. (١)

وروى ابن سعد بسنده عن أبي أمامة الباهلي يحدث عن حديث عمرو ابن عبسة السلمي قال: "رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية، ورأيت أنها آلهة باطلة، يعبدون الحجارة والحجارة لا تضر ولا تنفع قال: فلقيت رجلًا من أهل الكتاب، فسألته عن أفضل الدين؟ فقال: يخرج رجل من مكة، ويرغب عن آلهة قومه، ويدعو إلى غيرها، وهو يأتي بأفضل الدين فإذا سمعت به فاتبعه، فلم تكن لي همة إلا مكة، آتيها أسأل: هل حدث بها أمر؟ فيقولون: لا، وأنصرف إلى أهلي وأهلي من الطريق غير بعيد فأعترض الركبان خارجين من مكة، فأسألهم: هل حدث فيها خبر أو أمر؟ فيقولون: لا، فإني لقاعد على الطريق، وإذا مر بي راكب فقلت: من أين جئت؟ قال: من مكة، قلت: هل حدث فيها خبر؟ قال: نعم، رجل رغب عن آلهة قومه، ودعا إلى غيرها، قلت: صاحبي الذي أريد، فشددت راحلتي، فجئت منزلي الذي كنت أنزل فيه، فسألت عنه؟ فوجدته مستخفيا شأنه، ووجدت قريشا عليه جراء، فتلطفت له حتى دخلت عليه، فسلمت عليه، ثم قلت له: ما أنت؟ قال: نبي، قلت: بماذا أرسلك؟ قال: أن تصل الأرحام، وتحقن الدماء، وتؤمن السبل، وتكسر الأوثان، وتعبد الله وحده ولا تشرك به شيئا، قال: قلت: نعم ما أرسلك به، أشهدك أني قد آمنت بك وصدقت، فأمكث معك؟ أوما ترى؟ قال: قد ترى كراهية الناس لما جئت به، فامكث في أهلك فإذا سمعت بي قد خرجت مخرجا فاتبعني. (٢)

حدثنا محمد بن مصفى نا الوليد بن مسلم نا عبد الله بن العلاء حدثني أبو سلام الحبشي أنه سمع عمرو بن عبسة -رضي الله عنه- يقول: ألقي في روعي أن عبادة الأوثان باطل قال: فسمعني


(١) أخرجه مسلمٌ ج ١/ ٥٦٩.
(٢) أخرجه ابن سعد ٤/ ٢١٧.

<<  <   >  >>