للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقلت: يا ابن عبد المطلب، فأقبل علي، فقال: "ما تشاء؟ " فقلت: إني أعالج من الريح، فإن أحببت عالجتك، ولا تكبرن ما بك، فقد عالجت من كان به أشد مما بك فبرئ، وسمعت قومك يذكرون فيك خصالًا سيئة من تسفيه أحلامهم، وتفريق جماعتهم، وتضليل من مات منهم, وعيب آلهتهم، فقلت: ما فعل هذا إلا رجل به جنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الحمد لله أحمده وأستعينه، وأومن به، وأتوكل عليه، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله)، قال ضماد: فسمعت كلامًا لم أسمع كلامًا قط أحسن منه، فاستعدته الكلام، فأعاد علي، فقلت: إلام تدعو؟ قال: (إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، وتخلع الأوثان من رقبتك، وتشهد أني رسول الله)، فقلت: فماذا، لي إن فعلت؟ قال: (لك الجنة) قلت: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأخلع الأوثان من رقبتي، وأبرأ منها، وأشهد أنك عبد الله ورسوله، فأقمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى علمت سورا كثيرة من القرآن , ثم رجعت إلى قومي، قال عبد الله بن عبد الرحمن العدوي: فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب في سرية وأصابوا عشرين بعيرا. بموضع، واستاقوها، وبلغ علي بن أبي طالب أنهم قوم ضماد، فقال: ردوها إليهم فردت (١).


(١) دلائل أبي نعيم: ج١/ ٣٠٦.

<<  <   >  >>