للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخطب عليه سودة، قال: كفء كريم، ماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذاك، قال: ادعها لي، فدعيتها، قال: أي بنيه إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك، وهو كفء كريم، أتحبين أن أزوجك به؟ قالت: نعم، قال: ادعيه لي، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه فزوجها إياه، فجاءها أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثي في رأسه التراب، فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سودة بنت زمعة، قالت عائشة: فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحرث بن الخزرج في السنح، قالت: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بيتنا واجتمع إليه رجال من الأنصار ونساء فجاءتني أمي وإني لفي أرجوحة بين عذقين ترجح بي، فأنزلتني من الأرجوحة ولي جميمة ففرقتها ومسحت وجهي بشيء من ماء، ثم أقبلت تقودني حتى وقفت بي عند الباب وإني لأنهج حتى سكن من نفسي ثم دخلت بي فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس على سرير في بيتنا وعنده رجال ونساء من الأنصار فأجلستني في حجره، ثم قالت: هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيهم وبارك لهم فيك فوثب الرجال والنساء فخرجوا وبنى بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتنا ما نحرت علي جزور ولا ذبحت علي شاة حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دار إلى نسائه وأنا يومئذ بنت تسع سنين. (١)

عن ابن عباس -رضي الله عنه-، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب امرأة من قومه يقال لها: سودة -وكانت مصبية (كان) لها خمسة صبية أو ستة من بعل مات- فقال (لها) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يمنعك مني؟ " قالت: والله يا رسول الله ما يمنعني منك أن لا تكون أحب البرية إلي، ولكن أكرمك أن يضغوا هؤلاء (الصبية) عند رأسك بكرة وعشية، قال: "فهل منعك من شيء غير ذلك؟ " قالت: لا والله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يرحمك الله إن خير نساء ركبن أعجاز الإبل صالح نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على بعل بذات يده". (٢)


(١) رواه الإمام أحمد في مسنده.
(٢) رواه أحمد وأبو يعلى والطبرانيُّ، وفيه: شهر بن حوشب وهو ثقة وفيه كلام، وبقية رجاله ثقات.

<<  <   >  >>