للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يظلموا ببلده. قال: فجاءا فخلصا سعدا من أيديهم، فانطلق. وكان الذي لكم سعدًا سهيل بن عمرو، أخو بني عامر بن لؤي.

قال ابن هشام: وكان الرجل الذي أوى إليه، أبا البختري بن هشام.

قال ابن إسحاق: وكان أول شعر قيل في الهجرة بيتين، قالهما ضرار بن الخطاب ابن مرداس، أخو بني محارب بن فهر.

تداركت سعدا عنوة فأخذته ... وكان شفاء لو تداركت منذرا

ولو نلته طلت هناك جراحه ... وكان حريًا أن يهان ويهدرا

قال ابن هشام: وروى: وكان حقيقيا أن يهان ويهدرا

قال ابن إسحاق: فأجابه حسان بن ثابت فيهما فقال:

لست إلى سعد ولا المرء منذر .... إذا ما مطايا القوم أصبحن ضمرا

فلولا أبو وهب لمرت قصائد ... على شرف البرقاء يهوين حسرا

أتفخر بالكتان لما لبسته ... وقد تلبس الأنباط ريطا مقصرا

فلا تك كاوسنان يحلم أنه ... بقرية كسرى أو بقرية قيصرا

ولا تك كالثكلى وكانت بمعزل ... عن الثكل لو كان الفؤاد تفكرا

ولا تك كالشاة التي كان حتفها ... بحفر ذراعيها فلم ترض محفرا

ولا تك كالعاوى فأقبل نحره ... ولم يخشه سهما من النبل مضمرا

فإنا ومن يهدي القصائد نحونا ... كمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا

عن أبي إسحق السبيعي، وعن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن عمر عن عقيل بن أبي طالب ومحمَّد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن الزهري، أن العباس ابن عبد المطلب وهو يكلم النقباء ويكلمونه. فعرف صوت النبي صلى الله عليه وسلم. فنزل وعقل راحلته ثم قال لهم: يا معشر الأوس والخزرج، هذا ابن أخي، وهو أحب الناس إلي. فإن كنتم صدقتموه وآمنتم به وأردتم إخراجه معكم، فإني أريد أن آخذ عليكم موثقًا تطمئن به نفسي ولا تخذلوه ولا تغروه، فإن جيرانكم اليهود وهم له عدو، ولا آمن مكرهم عليه. فقال أسعد بن زرارة -وشق عليه قول العباس حين اتهم عليه أسعد وأصحابه-: يا رسول الله، ائذن لنا فلنجبه غير مخشنين لصدرك ولا

<<  <   >  >>