للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هجرتكم ذات نخل بين لابتين"، وهما الحرتان، فهاجر من هاجر قبل المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة (١).

وروى بسنده عن أبي هريرة، -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد" (٢).

روى بسنده عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة، فإما أن تكون هجرًا، أو تكون يثرب" (٣).

روى بسنده عن جرير بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله أوحى إلي: أي هؤلاء الثلاثة نزلت فهي دار هجرتك: المدينة، أو البحرين أو قنسرين" (٤).

ورى بسنديه عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وعن عائشة قالا: لما صدر السبعون من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طابت نفسه وقد جعل الله له منعه وقومًا أهل حرب وعدة ونجدة، وجعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين لما يعلمون من الخروج، فضيقوا على أصحابه وتعبثوا بهم، ونالوا منهم ما لم يكونوا ينالون من الشتم والأذى، فشكا ذلك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستأذنوه في الهجرة، فقال: "قد أريت دار هجرتكم، أريت سبخة ذات نخل بين لابتين، وهما الحرتان، ولو كانت السراة أرض نخل وسباخ لقلت هي هي ثم مكث أيامًا ثم خرج إلى أصحابه مسرورًا فقال: "قد أخبرت بدار هجرتكم وهي يثرب، فمن أراد الخروج فليخرج إليها"؛ فجعل القوم يتجهزون ويتوافقون ويتواسون ويخرجون ويخفون ذلك (٥).

روى بسنده عن عروة أنه قال لما رجع من أرض الحبشة من رجع ممّن كان هاجر


(١) البخاري: ج ٥/ ٧٥.
(٢) البخاري: ج ٣/ ٢٦.
(٣) المستدرك: ج ٣/ ٤٠٠.
(٤) الترمذي: ج ٥/ ٧٢١ كتاب المناقب باب في فضل المدينة ج ٣٩٢٣.
(٥) ابن سعد: ج ١/ ٢٢٥.

<<  <   >  >>