للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليها قبل هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، جعل أهل الإِسلام يزدادون ويكثرون، وإنه أسلم من الأنصار بالمدينة ناس كثير، وفشا بالمدينة الإِسلام، فطفق أهل المدينة يأتون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة، فلما رأت ذلك قريش تذامرت على أن يفتنوهم، ويشتدوا عليهم فأخذوهم وحرصوا على أن يفتنوهم، فأصابهم جهد شديد وكانت الفتنة الآخرة، وكانت فتنتين: فتنة أخرجت من خرج منهم إلى أرض الحبشة، حين أمرهم بها، وأذن لهم في الخروج إليها، وفتنة لما رجعوا ورأوا من يأتيهم من أهل المدينة. وذكر الحديث وفيه بيعة العقبة الثانية ثم قال: فاشتدت عليهم قريش عند ذلك، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالخروج إلى المدينة؛ وهي الفتنة الآخرة التي أخرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وخرج، وهي التي أنزل الله -عَزَّ وجَلَّ- فيها: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (١).

[أول ظعينة قدمت المدينة المنورة]

حدثنا عبد الله بن شبيب، ثنا ذؤيب بن عمامة السهمي، ثنا عبد العزيز ابن محمَّد، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، قال: سمعت أبي يقول "أول ظعينة قدمت المدينة، ليلى بنت أبي حثمة، وهي زوجته" (٢).

[أول من هاجر إلى المدينة]

عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: "أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم، فجعلا يقرآننا القرآن، ثم جاء عمار وبلال وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به، حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون: هذا رسول الله قد جاء، فما جاء حتى قرأ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} في سور. (٣)


(١) الطبري: ج ٢/ ٣٦٦.
(٢) ابن سعد: ج ٨/ ٢٦٧.
(٣) رواه البخاري.

<<  <   >  >>