للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كفوجين: أنا منهما فموفق ... على الحق مهدي، وفوج معذب

طغوا وتمنوا كذبة وأزلهم ... عن الحق إبليس فخابوا وخيبوا

ورعنا إلى قول النبي محمَّد ... فطاب ولاة الحق منا وطيبوا

نمُتّ بأرحام إليهم قريبة ... ولا قرب بالأرحام إذ لا نقرب

فأي ابن أخت بعدنا يأمننكم ... وأية صهر بعد صهري ترقب

ستعلم يوما أيُّنا إذ تزايلوا ... وزيل أمر الناس للحق أصوب

قال ابن هشام: قوله "ولْتَنْأَ يثرب"، وقوله "إذ لا نقرب"، عن غير ابن إسحاق قال ابن هشام يريد بقوله: "إذ"، إذا، كقول الله -عَزَّ وجَلَّ-: {إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ}. قال أبو النجم العجلي:

ثم جزاه الله عنا إذا جزى ... جنات عدن في العلالي والعلا

[نزول المهاجرين العصبة بجانب قباء رضوان الله عليهم]

حدثنا محمَّد بن عثمان العجلي، قال ثنا ابن نمير، عن عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: إن المهاجرين حين أقبلوا من مكة إلى المدينة نزلوا العصبة إلى جنب قباء، فأمهم سالم مولى أبي حذيفة لأنه كان أكثرهم قرآنا فيهم أبو سلمة بن عبد الأسد وعمر -رضي الله عنهم-. (١)

[هجرة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)]

روى ابن إسحاق بسنده عن عمر بن الخطاب قال: اتعدت لما أردنا الهجرة إلى المدينة أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص بن وائل السهمي التناضب من أضاة بني غفار فوق سرف، وقلنا: أينا لم يصبح عندها فقد حبس فليمض صاحباه، قال: فأصبحت


(١) رواه البخاري وأبو داود ٦٩٢، ٥٨٨.

<<  <   >  >>