للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فُضِّل وأمته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالشهادة على الأنبياء وأممهم

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجل، والنبي ومعه الرجلان وأكثر من ذلك فيدعى قومه فيقال له: هل بلّغكم هذا؟ فيقولون: لا، فيقال له: هل بلّغت قومك؟ فيقول: نعم، فيقال له: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيقال لهم: هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون: نعم، فيقال: وما علمكم؟ فيقولون: جاءنا نبينا فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا فذلك قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}. (١)

فُضِّل باستشارة ربه له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: غاب عنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فلم يخرج حتى ظننا أنه لن يخرج، فلما خرج سجد سجدة فطننا أن نفسه قد قبضت منها، فلما رفع رأسه قال: (إن ربي تبارك وتعالى استشارني في أمتي ماذا أفعل بهم، فقلت: ما شئت أي رب، هم خلقك وعبادك، فاستشارني الثانية، فقلت له كذلك. فقال: لا أحزنك -وفي مجمع الزوائد: لا نخزيك- في أمتك يا محمد، وبشرني أن أول من يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا. مع كل ألف سبعون ألفا ليس عليهم حساب، ثم أرسل إلي فقال: ادع تجب وسل تعط، فقلت لرسوله: أومعطي ربي سؤلي؟ فقال: وما أرسلني إليك إلا ليعطيك، ولقد أعطاني ربي -عَزَّ وجَلَّ- ولا فخر، وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر وأنا أمشي حيًا صحيحًا، وأعطاني أن لا تجوع أمتي، ولا تغلب، وأعطاني الكوثر وهو نهر من الجنة يسيل في حوضي، وأعطاني العز والنصر، والرعب يسعى بين يدي أمتي شهرا، وأعطاني أني أول الأنبياء أدخل الجنة، وطيب لي ولأمتي


(١) رواه أحمد ٣/ ٥٨ بسند صحيح.

<<  <   >  >>