للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-إنا لله وإنا إليه راجعون- الصلاة والرحمة والهدى إلى جنات النعيم. فإن دعوني استجبت لهم، فإما أن يروه عاجلا، وما أن أصرف عنهم سوءًا، وإما أن أدخره لهم في الآخرة.

يا داود، من لقيني من أمة محمد يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي صادقًا بها فهو معي في جنتي وكرامتي. ومن لقيني وقد كذّب محمدًا، وكذّب بما جاء به، واستهزأ بكتابي صببت عليه في قبره العذاب صبًا، وضربت الملائكة وجهه ودبره عند منشره من قبره، ثم أدخله في الدرك الأسفل من النار. (١)

عن وهب قال: قرأت في زبور داود، -عليه السلام-، ذكر نبينا - صلى الله عليه وسلم - أنه يجوز من البحر إلى البحر، من لدن الأنهار إلى منقطع الأرض، وأنه غير أهل الجزائر بين يديه على ركبهم، ويلحس أعداؤه التراب من تحت قدميه، وتدين له الأمم بالطاعة والانقياد؛ لأنه يُخلّص المضطهد ممّن هو أقوى منه ويرأف بالضعفاء والمساكين، ويصلى عليه في كل وقت ويبارك عليه في كل يوم، ويدوم ذكره مع ذكر الله -عَزَّ وجَلَّ- إلى الأبد. (٢)

روى ابن سعد بسنده عن محمد بن كعب القرظي قال: أوحى الله إلى يعقوب أني أبعث من ذريتك ملوكًا وأنبياء، حتى أبعث النبي الحرمي الذي تبني أمته هيكل بيت المقدس وهو خاتم الأنبياء، واسمه أحمد. (٣)

[حديث أبي سعيد مالك بن سنان الخدري]

وروى أبو نعيم عن أبي سعيد مالك بن سنان الخدري بالخاء المعجمة والدال المهملة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت أبي يقول: جئت بني عبد الأشهل يومًا لأتحدث فيهم، فسمعت يوشع اليهودي يقول: أظل خروج نبي يقال له أحمد يخرج من الحرم. فقيل له: ما صفته؟ قال: رجل ليس بالقصير ولا بالطويل، في عينيه حمره يلبس الشملة ويركب الحمار، سيفه على عاتقه، وهذه البلد مهاجره. فرجعت إلى قومي بني خدرة وأنا


(١) دلائل البيهقي: ج ١/ ٣٨٠
(٢) مختصر تاريخ دمشق: ج ٢/ ١٣٧
(٣) ابن سعد: ج ١/ ١٦٣

<<  <   >  >>