للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الأشهل قال فخرج علينا يوما من بيته قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بيسير فوقف على مجلس عبد الأشهل قال سلمة وأنا يومئذ أحدث من فيه سنا علي بردة مضطجعا فيها بفناء أهلي فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار فقال ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان لا يرون أن بعثا كائن بعد الموت فقالوا له: ويحك يا فلان، ترى هذا كائن أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم، قال: نعم، والذي يحلف به لود أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدنيا يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطبق به عليه وإن ينجوا من تلك النار غدا، قالوا له: ويحك، وما آية ذلك، قال: نبي يبعث من نحو هذه البلاد وأشار بيده نحو مكة واليمن، قالوا: ومتى تراه قال: فنظر إلي وأنا أحدثهم سنا فقال: أن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه، قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو حي بين أظهرنا فآمن به وكفر به بغيًا وحسدا فقلنا: ويلك يا فلان ألست بالذي قلت لنا فيه ما قلت، قال: بلى وليس به) (١)

[معرفة أهل الكتاب به]

وروى الترمذيُّ في الشمائل عن كعب رحمه الله تعالى قال: نجد نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التوراة: محمد بن عبد الله يولد بمكة ويهاجر إلى طابة، ويكون ملكه بالشام، وليس بفحاش ولا سخاب في الأسواق ولا يكافئ بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، أمته الحمادون يحمدون الله في كل أمر ويكبرون الله على كل نجد ويوضئون أطرافهم ويأتزرون في أوساطهم، يصفون في صلاتهم كما يصفون في قتالهم، دويهم في مساجدهم كدوي النحل يسمع مناديهم في جو السماء. (٢)

وروى أبو نعيم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن موسى لما نزلت عليه التوراة وقرأها فوجد فيها ذكر هذه الأمة فقال يا رب


(١) رواه ابن إسحاق: ١/ ١٤١ بتهذيب ابن هشام مع الروض، ومن طريقه أحمد ٣/ ٤٦٧، والحاكم ٣/ ٤١٧، ٤١٨ وصححه على شرط مسلم ووفقه الذهبي وهو كما قال، ورواه أيضًا البخاري في التاريخ ٤/ ٦٨، ٦٩ من طريق ابن إسحاق أيضًا.
(٢) النجد: ما ارتفع من الأرض.

<<  <   >  >>