للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهل رأواجنَّتي؟ قال: يا ربِّ. قال: وكيف لو رأوا جنَّتي؟ قالوا: ويستجيرونك (١) قال: وممَّ يستجيروني؟ قالوا: من نارك يا ربِّ. قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا يا ربِّ. قال: فكيف لوْ رأوا ناري؟ قال: ويستغفرونك قال فيقول: قد غفرتُ لهمْ وأعطيتهم ما سألوا، وأجرْتهمْ مما استجاروا قال يقولون: ربِّ فيهمْ فلان عبد خطَّاء (٢) إنما مر فجلس معهم؟ قال فيقول: وله غفرتُ (٣) هم القوم لا يشقى بهم جليسهمْ.

٢ - وعنْ معاوية رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقةٍ من أصحابه، فقال: ما أجْلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومنَّ به علينا. قال: آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذلك قال: أما إنِّي لمْ أستحلفكم تهمةً لكمْ، ولكنَّه أتاني جبرائيل فأخبرني أن الله عزَّ وجلَّ يباهي بكم الملائكم. رواه مسلم والترمذي والنسائي.

٣ - وعنْ أبي سعيد الخدريِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة: سيعلمُ أهل الجمع من أهل الكرم، فقيل: ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال: أهل مجالس الذِّكر. رواه أحمد وأبو يعلي، وابن حبان في صحيحه والبيهقي وغيرهم.

٤ - وعنْ أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: كان عبد الله بن رواحة إذا لقي الرَّجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تعال نؤمن بربِّنا ساعةً، فقال ذات يومٍ لرجلٍ فغضب الرجل، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عنْ إيمانك إلى إيمان ساعة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله ابن رواحة إنَّه يحبُّ المجالس التي تتباهى بها الملائكة. رواه أحمد بإسناد حسن.

٥ - وعنه أيضا رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما منْ قومٍ اجتمعوا يذكرون الله عزَّ وجلَّ لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهمْ منادٍ من السماء أو قوموا مغفوراً لكمْ قدْ بُدِّلتْ سيِّئاتكمْ حسناتٍ رواه أحمد ورواته محتج بهم


(١) يطلبون منك سبحانك الاستعاذة والنجاة.
(٢) كثير الذنوب فاسق عاص.
(٣) عفوت عنه، فمنحه رضاه وصادفته العناية وحفته الرحمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>