للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا مررتمْ برياض افارتفعوا. قالوا: وما رياض الجنَّة؟ قال: خلق الذِّكر. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.


= (الآيات الوارد في الذكر)
قال تعالى:
أ - (يا أيها الذين آمنوا ذكروا الله ذكرا كثيرا ٤١ وسبحوه بكرة وأصيلا ٤٢) من سورة الأحزاب.
ب - وقال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله زلا بذكر الله تطمئن القلوب ٢٨ الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب) ٢٩ من سورة الرعد.
جـ - وقال تعالى: (أتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون) ٤٥ من سورة العنكبوت - أي وللصلاة أكثر من سائر الطاعات -.
د - وقال تعالى: (فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ٢٩ ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى) ٣٠ من سورة النجم.
فأعرض عن دعوته والاهتمام بشأنه. فان من غفل عن الله وأعرض عن ذكره، وانهمك في الدنيا بحيث كانت منتهى همته، ومبلغ علمه لا تزيده الدعوة إلا عنادا، وإصرارا على الباطل (ذلك مبلغهم) أي أمر الدنيا أو كونها شهية. لا يتجاوز علمهم (بمن ضل) إنما يعلم الله من يجيب ممن لا يجيب. فلا تتعب نفسك في دعوتهم، إذا ما عليك إلا البلاغ، وقد بلغت. إن شاهدنا المثل السوء للاحجام عن ذكر الله، وطلب الله تعالى إعراض الرسول عن أولئك الطغاة الغافلين عن عبادة الله وذكره.
وقد مر الحديث: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت) فكما أن الحي يتزين ظاهره بنور الحياة وإشراقها فيه، وبالتصرف التام فيما يريده، وباطنه بنور العلم والمعرفة فقلبه مستقرة في حظيرة القدس، وسره في مخدع الوصل، وغير الذاكر عاطل ظاهره، وباطل باطنه، قاله في شرح المشكاة. أهـ شرقاوي ص ٣٦٩ ولذا روي في سبب نزول قول الله تبارك وتعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق) أن أهل مكة كانوا مجدين، ولما هاجر المؤمنون منهم أصابوا الرزق والنعمة ففتروا عما كانوا عليه فنزلت هذه الآية: أي لم يأت وقته (الحق) القرآن. قال البيضاوي: ويجوز أن يراد بالذكر أن يذكر الله تعالى أهـ.
وفي غريب القرآن: ومن الذكر بالقلب واللسان معا قوله تعالى:
هـ - (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا) وقوله تعالى: (فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم).
قال بعض العلماء في الفرق بين قوله: (فاذكروني أذكركم، وبين قوله: اذكروا نعمي: إن قوله اذكروني مخاطبة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين حصل لهم فضل قوة بمعرفته تعالى فأمرهم بأن يذكروه بغير واسطة وقوله تعالى: (اذكروا نعمتي مخاطبة لبني إسرائيل الذين لم يعرفوا الله إلا بآلائه فأمرهم أن يتصروا نعمته فيتوصلوا بها إلى معرفته. أهـ ص ١٧٩.
و- وقال تعالى: (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم) قال ابن عباس رضي الله عنهما: أي بالليل والنهار في البر والبحر، والسفر والحضر، والغني والفقر، والمرض والصحة، والسر والعلانية، وقال تعالى في ذم المنافقين: (ولا يذكرون الله إلا قليلا) وقال عز وجل: (واذكروا ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين) ٢٠٥ من سورة الأعراف. =

<<  <  ج: ص:  >  >>