للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيئاً، أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: أفلك عذرٌ؟ فقال: لا ياربِّ، فيقول الله تعالى: بلى إنَّ لك عندنا حسنة، فإنَّه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة (١) فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، فيقول: احضرْ وزنك، فيقول: يا ربِّ ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فقال: فإنَّك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفةٍ، والبطاقة في كفَّةٍ، فطاشت السّجلات، وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم والبيهقي، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم،

(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له)

١ - عنْ أبي أيوب رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلِّ شيء قدير عشر مرَّاتٍ كان كمنْ أعتق (٢) أربعة أنفسٍ من ولد إسماعيل. رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.

ورواه أحمد والطبراني فقالا: كنَّ له عدْل عشر رقابٍ، أو رقبة على الشَّكِّ فهي، وقال الطبراني في بعض ألفاظه: كنَّ له كعدل عشر رقابٍ من ولد إسماعيل عليه السلام من غير شكٍ.

٢ - وعنْ يعقوب بن عاصم رضي الله عنه عنْ رجلين من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهما سمعا النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ما قال عبد قطُّ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. مخلصا بها روحه مصدِّقا بها قلبهُ، ناطقاصا بها لسانه إلا فتق الله عزَّ وجلَّ له السَّماء فتقاً حتى ينظر إلى قائلها من الأرض، وحقَّ لعبدٍ نظر (٣) الله إليه أن يعطيه سؤلهُ. رواه النسائي.


(١) ورقة كتبت فيها الشهادتان اللتان قالهما العبد في حياته وحفظهما الملك عتيد له.
(٢) أطلقهم أحرارا لوجه الله الكريم، وأزال عنهم العبودية، وفك أسرهم ابتغاء ثواب ربه.
(٣) فتح، والمعنى نظر الله إليه نظرة رحمة ورأفة، وقبل توحيده وشكره، وأجاب طلبه وقضي حاجته.

<<  <  ج: ص:  >  >>